حينما تحملني موجه الحياة شرقا وغرباً ، شمالاً وجنوباً
،باحداثها المتسارعة وتياراتها المتلاطمة
استوقف نفسي ،واضبط عقارب الساعة عند دقائق مخصوصة لخلوتي ،اتنفس فيها تنفس الصعداء إستعداداً لدخول صومعة الطقوس المركبة .يرافقني كوب القهوة ، وشمعة عطرية ،وورقة بيضاء وقلمي .
وتبدأالطقوس بترك مساحة لقلمي كي تنساب احباره بخربشات على صفحات الحياة
بالمعقول واللا معقول ، وبالمحدود واللا محدود ،
وبرسم حكايا ألف ليلة وليلى.
يرحل بي إلى عالم واسع، أُحدد فيه ملامح الجمال في كل شي من حولي
.
أتأمل فيه محطاتي ،احلل مواقفي ، أعاتب نفسي ،أتعارك معها أحيانا
واتصالح معها أحيانا أخرى.
وهاهي ورقتي البيضاء مزدحمة بالدوائر المتداخلة مع بعضها البعض وهناك عبارة قد كنت قراتها بين طيات صفحات احد الكتب،
رسمتها واحطتها بدائرة مميزة ونصها كالتالي :
" مهما بلغت ثقتك باﻷخرين لا تفتح لهم من غرف حياتك سوي غرفة الضيوف"
قرأت العبارة بصوت مرتفع ،ولكل منا قرأته الخاصه حول معنى هذه العبارة ،اعدت قراءة
العبارة مرة تلو الاخرى متسائلة:
- هل هذه العبارة حكمة نابعة من خبرات متراكمة بعالم الانسان؟
- هل المعنى أن أتعامل مع جميع الناس كتعاملي مع الضيف بالحفاوة
وحسن الاستقبال والكلام الجيد؟
- هل يندرج تحت هذه العبارة أن كل شخص بحياتنا إنما هو ضيف
يوماً ما سيرحل ؟
- هل يجب أن أخفض سقف توقعاتي من الآخرين؟
- هل يجب أن أكون متكتمة على أسراري الخاصة؟
- هل أضع حدود بيني وبين الأخرين للحفاظ على العلاقات
السليمة؟
- هليجب أن اتغاضى عن أخطاء الضيف كي نتعايش بسلام ؟
- هل اختبر الاصدقاء مرة تلو المرة حتى اتيقن الجيد منهم ؟
- هل ينطبق على هذه العبارة مصاديق أن لاتشكو هماً لإنسان بل لمن خلق الإنسان؟
دق منبه الساعة معلناً إنتهاء وقت الطقوس ،
فتركت أسئلة هل " بلا جواب "مع بقايا القهوةالمرة ،
وتمتمتٌ مرتلةً بسرمن أسرار المناجاة يرسم منهج حياة
“يا مَنْ لا يَفِدُ الْوافِدُونَ عَلى أَكْرَمَ مِنْهُ، وَلا يَجِدُ الْقاصِدُونَ أَرْحَمَ مِنْهُ، يا خَيْرَ مَنْ خَلا بِهِ وَحِيدٌ، وَيا أَعْطَفَ مَنْ أَوى إلَيْهِ طَرِيدٌ، إلى سَعَةِ عَفْوِكَ مَدَدْتُ يَدِي وَبِذَيْلِ كَرَمِكَ أَعْلَقْتُ كَفِّي، فَلا تُولِنِي الْحِرْمانَ، وَلا تُبْلِنِي بِالْخَيْبَةِ وَالْخُسْرانِ “
ليلى الطريفي
عبق الكلمات امتزج برائحة القهوة فكانت معزوفة الروح كزخات المطر على وجه الحياة...
ردحذفمبدعة دائما استاذتي 🌹