التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مخطوطة .." الفشـــل "

 



 

في مساء مختلف،، امتزجت فيه رائحة القهوة الساخنة  مع رائحة المطر  ، فحركت الأحاسيس المحفزة للذاكرة لتستعرض شريط سجل ذكريات التجارب ، تستقرىء مخطوطة الفشل . 

إن اصعب اللحظات على الإنسان هو شعوره  بالفشل ، حيث أن هذا الشعور قاتل ومدمرللنفسية ،يفقدها الثقة ، ويؤثرعلى النظرة المستقبلية كما يؤثر سلباً في العقل اللاوعي فيصدر الأحكام  المسبقة على التجارب الجديدة حتى قبل أن يخوض غمارها .  

فمن منا لم يمر بتجارب محبطة كانت نتيجتها الفشل ، فالبعض منا قد فشل بدراسته، والبعض فشل باختيار شريك حياته ،والبعض فشل باختيار وظيفته،والبعض فشل بعلاقاته  ،

والبعض تكبد عناء الخسارة المادية  والفشل في المشاريع التجارية ،

وقائمة تطول وتطول من تجارب  الفشل العديدة  .

وكوني جزء من عالم الانسان ، فقد مررت بمحطة التجارب الفاشلة  وقد سجلت احداثها بمخطوطة ورقية لتساعدني في محطاتي القادمة ، معنونة باستثارة العقل الواعي  .

- هل الفشل نهاية مظلمة بلا أمل ؟أم أنه بداية لطريق جديد مشرق بالتفاؤل والعمل ،ومحط عبور  لمحطات اخرى مضئية ؟

- هل الفشل ذنب نتحمل تبعاته وندفع ثمنه  مدى الحياة؟أم انه منحة لحياة أفضل، تزيد من الخبرات وتحسن من المهارات، ونحن نقرأ الكثير من الشواهد في هذه الحياة  لقصص الناجحين ، وكيف كانت بدايتهم مع التجارب الفاشلة قبل أن يدركوا محطات النجاح .

ومن خلال التجربة والاستدلال،ايقنت قاطعة بالدليل ، إنما الفشل محطة طبيعية لابد أن نمر بها ،فالاخطاء من سمات البشر ، 

وتستطيع أيــــــها العاقل ، تجاوز هذه المحطة والتغلب عليها مهما كانت الخسائر  ، 

بهائلة التوكل على الله عز وجل (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ

وبمداد الدعاء من خالق الأكوان بطلب العون والسداد  ، 

ومن خلال تجاوز المراحل المتعددة لجعل محطة الفشل بناء لمحطات النجاح  وتتلخص بـــــــالتالي:

المرحلة  الأولى ، وهي مرحلة التقبل حيث عليك ،تقبل الأخطاء وتحمل المسؤلية وفهم الأسباب الكامنةوراء هذه النتيجة ، 

ثم اتنتقل للمرحلة  الثانية وهي مرحلةالتعلم ،فهي من المحطات الملهمة نحو تغير الاساليب المتبعة ،

واخيراً انتقل لمرحلة التحول ، من خلال التركيز على نقاط القوة وتحويل الفشل إلى نجاح .

وبختام المقال   

 "اذا غيرت مفهومك للفشل  نحو البناء،ثق أنه يوما ما ستصبح محطة فشلك مخطوطة  في سجل الذكريات"


وبحلول السلام الداخلي، ابتسمت  واكملت ماتبقى من كوب القهوة قبل أن تبردبين  زخات المطر وعالم الذكريات.

-------

ليلى الطريفي  

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"بداخلي "... إنسان لاتعرفه

إحساسي بأنفاس أحبتي   مع قهوتي يصنع مساءً أجمل ،  ويرحل بي لوادي المتأملين بلوحة الأوجه المتعددة، متسائلة  هل هذه العبارة تنطبق علينا جميعاً ؟؟! "أنه بداخل كل إنسان تعرفه .......إنسان لاتعرفه " وماهو مفهوم هذه العبارة؟؟! هل مفهوم العبارة أن لكلاً منا وجهان ، وجه ظاهري ، وآخر باطني مخفي ؟؟! أما وجهنا الظاهري فنهتم به، نلبسهُ لباس الإنسانية ، نسكنهُ عالم الأضواء ، ونسمعهُ عبارات  الثناء ، نشبعهُ   بالماديات ومظاهر الترف والتفاخر. ووجهنا الباطني نهملهُ ، نلبسهُ لباس اللاإنسانية ، نسكنهُ الظلمة والضياع ، ونسمعهُ عبارات  الأحقاد ، نحرمهُ من  الروحيات ومظاهر القرب من الكمال ، من "الله".   أو أن مفهوم العبارة أنه بداخل كل إنسان ومضة نور ؟؟َ! وهذه الومضة متوافقه مع فطرته السليمة التي فطر   الله عليها الا وهي   "حب الله وحب الخير " متى مااهتم بهذه الومضة اشتعل   بروحه نور حب الله وحب فعل الخير والطاعات. أو أن مفهوم العبارة أننا نرى بالعين البشرية الصورة الخارجية فقط ؟؟! فحينما نن...

صومعة الطقوس

  حينما تحملني موجه الحياة شرقا وغرباً ، شمالاً وجنوباً ،باحداثها المتسارعة وتياراتها المتلاطمة استوقف نفسي ،واضبط عقارب الساعة عند دقائق مخصوصة لخلوتي ،اتنفس فيها تنفس الصعداء إستعداداً لدخول صومعة الطقوس المركبة  . يرافقني كوب القهوة ، وشمعة عطرية ،وورقة بيضاء وقلمي . وتبدأالطقوس  بترك مساحة لقلمي  كي تنساب احباره بخربشات على صفحات الحياة   بالمعقول واللا معقول ، وبالمحدود واللا محدود ، وبرسم  حكايا ألف ليلة وليلى . يرحل بي إلى عالم واسع، أُحدد فيه ملامح  الجمال في كل شي من حولي . أتأمل فيه محطاتي ،احلل مواقفي ، أعاتب نفسي ،أتعارك معها أحيانا واتصالح معها أحيانا أخرى . وهاهي ورقتي البيضاء مزدحمة بالدوائر  المتداخلة  مع بعضها البعض  وهناك عبارة قد كنت قراتها بين طيات صفحات احد الكتب، رسمتها واحطتها بدائرة مميزة ونصها  كالتالي : " مهما بلغت ثقتك باﻷخرين لا تفتح لهم  من غرف حياتك سوي غرفة الضيوف " قرأت العبارة بصوت مرتفع ،ولكل منا قرأته الخاصه حول معنى هذه العبارة ،اعدت قراءة العبارة مرة تلو الاخرى متسائلة : ...

صوت " الصمت "

كعادتي تحلق بي القهوة باجنحة خرافية وتؤثر على مزاجية الكتابة وقد تأخذني إلى عالم الصمت "الصمت  ...أيضا له صوت ، لكنه بحاجة لروح تفهمه  "  ( شمس الدين  التبريزي ) في (بيئة الأصوات ) نتعرض للكثير من الظروف والمواقف الصعبة ،والضجيج من حولنا يٌبرز الضجيج الذي بداخلنا فنميل للبحث عن الهدوء الداخلي والخارجي،ونشعر بحاجتنا الملحة لقيلولة الصامتين .  لقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن قضاء وقت في أجواء الصمت له أهميةمن الناحية العلمية على العقل البشري، حيث يساعد في تجديد خلايا المخ وزياد التركيز الداخلي والمهارات المعرفية ويزيد من إحترام الذات والتامل بها،   كما يقلل من الإجهاد والتوتر، ويستخدمه علماء النفس كعلاج لتحقيق الهدوء العاطفي،من خلال تمكين الأشخاص من معالجة مشاعرهم بشكل موضوعي. ولايعتبر الصمت  المحمود في بعض المواقف ضعف بل قد يكون من أقوى الردود وأكثرها مناسبةً، ويحملُ العديد من الرّسائل والمعاني ،و يعود على صاحبه بالفائدة على صعيد العلاقة الشخصية والإجتماعية . وبساحة عشاق السجود فإن عالم الصمت والخلوة محطة  مقدسة وهبة من...