التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الأمان النفسي


رائحة القهوة المرة  مع نسمات المساء تخلق فينا روح الهدوء لنبحر في عالمنا ونتفكر في حاجاتنا .

للإنسان مناعدة حاجات أساسية لا تستقيم حياته من دونها،

ويعد الأمان النفسي من أهم الحاجات الأساسية 

اللازمة للنموالنفسي السوي والصحة النفسية ,ومن الحقوق الإنسانية الضرورية .

 

حيث يؤثر الأمان النفسي على الشعور بالذات والاقبال على الحياة ،والتفاعل الإيجابي مع المجتمع .

كما يؤثر  بالاستقرار النفسي والأسري والاستقرار الاجتماعي .

 

فالإنسان الذي يشعر بالأمان يعمم هذا الشعور داخل اسرته ، ووسط مجتمعة ، ويرى الخير حوله 

ويظهر ذلك على سلوكياته  وتعامله وافكاره وتوجهاته، ويكون قادراً على تحقيق أهدافه .

 والعكس من ذلك ،فعلى الرغم من أن حب الطفل لإمه شعورا فطرياً ،

الا أنه حينما يفقد الطفل  الأمان مع أمه  يتبدل شعوره ويترجمه بسلوكه العدواني ، 

والفرد بشكل عام وبجميع مراحل حياته  حينما يفقد شعوره بالأمان النفسي  في وسط اسرته ، 

ينقم على  تلك الأسره ويؤثر ذلك على مستوى تواصله مع من هم حوله وعلى علاقاته وانتماءه ، 

والفرد في مجتمعه أيضا ، إذا فقد شعوره  بالأمان انطوى على ذاته وأصبح ناقماً على مجتمعه يتعايش معه بنظرة سوداوية  ، وكذلك الموظف ينخفض مستوى انتاجه ويقل ابداعه 

وتزيد لامبالاته  واهماله في حالة فقدانه  للشعور بالأمان في المؤسسة التي يعمل تحت نطاقها .


وقس على ذلك وضع الفرد بالمجتمع الأكبر والمنظمات الأعم في ظل فقدانه بالشعور للأمان .

 

فكلنا من موقعه يبحث عن مصدر الأمان ،

حيث الشعور بالأمان  النفسي توزان للاحتياجات الملحة واطمئنان واستقرار للنفس  الإنسانية .

 

وفي عمق الابحار بالفكر والبحث

اتجهت روحي للمصدر الأعم لأمان  جميع المخلوقات واطمئنانها واستقرار هذا الكون وثابته

"أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"

لتحيا  في جميع عوالمها مستقرة هادئة وترسل اشعة محبتها فيض  من دعاء .

----

ليلى الطريفي  




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"سارق" طاقة الحياة

وما تزال ‫ القهوة أيقونة  الصباح  وكوب قهوة الصباح   له قوة التأثير والأثر ، وكأنه يهذب امزجة البشر  فيرسل أشعة الحماس  والنشاط   الذي   سرعان   ماينتقل   للمجتمع   المحيط   المخالط   . وهنا يتساءل الكثير منا ، هل الإيجابية أو السلبية تنتقل   لنا بالمخالطة ؟  حيث حينما نتحدث إلى الأشخاص الايجابين حول مواقفهم وخبراتهم الحياتية   ينتقل لنا شعورهم الإيجابي ، فيشعرنا بالراحة والسلام . وكذلك حينما نقرأ منشوراتهم على مواقع التواصل الإجتماعي تشع طاقتهم الإيجابية بصفحة أرواحنا فتٌبهجها   . فهولاء الأشخاص محفزون لـ من حولهم بمواقفهم ومشاعرهم ، مبتسمون مهما كانت ظروفهم ، يمنحون الآخرين   الابتسامة والتفاؤل والأمل والحب، ويحركون مشاعر الرضا والشكر للمنعم على توالي نعمه . وعلى النقيض ، فإن الحديث مع الأشخاص السلبيين   أصحاب النظرة السوداوية ، كثيري الشكوى والتذمر ، اللذين يمثلون دور الضحية ولاينظرون إلى ما منحهم الله من النعم .   ينقل لنا فايروس السلبية فنصاب بالخيبة والإحباط ويسرقون منا طاقة الحياة   .  وهذا يحملنا مسؤلية تجا

قاعدة ....." FIVE BY FIVE "

على صفحة الذكريات ، و رائحة القهوه تأخذني لساحل الأمنيات ،   لفت انتباهي لوحة بلون قهوتي بمجلة تطوير الذات . حركني الفضول للاطلاع على   قاعدة       Five by Five هذه القاعدة جميلة تختصر الكلمات والكثير من العبارات   ومفادها التالي :   "اذا كان الموقف لن يؤثر على حياتك خلال خمس السنوات القادمة فلايستحق منك أكثر من خمس دقائق حزن". استعرضت شريط الذكريات ، فوجدت أننا هكذا نحن بنو الإنسان،قد تستوقفنا مواقف  سخيفة فتسبب لنا الحزن والألم وضيق الصدر ،   وهي   مجرد سراب لااثر لها  بالحياة،  أوقد تظللنا سحابة اليأس حينما تزداد مدة البلاء وننتظر بحسرة استجابة    الدعاء، وكأن الفرج حلم بعيد المنال  ،  والمولى عز وجل يوجه لنا هذا الخطاب  "  إِنَّ  مَعَ  الْعُسْرِ يُسْرًا  ". وبعقولنا القاصرة لانرى الحكمة المخفية من هذا البلاء، فقد  يبتلينا الله  ليصلح فينا شيئاً  لا  ينصلح  إلا  بالابتلاء، فنصبح اقوى ايماناً وازكي نفساً وأصلب عوداً، وقد يسلب منا شئياً فيعوضنا بماهو خيراًمنه، ومع مرور الزمان تتكشف لنا حقي

قصة واقعية . .هدية السماء

مع قهوة المساء يحكي القلم أحداث قصة واقعية بأوراق الحياة   وقصة هذا المساء   هدية السماء   رجعت سلمى تجر اذيال أحزانها بعد إتمام مراسم دفن والدها وكأن الظلام امتد ليصبغ حياتها باللون القاتم، مر أسبوع العزاء مثقلاً وهي لا تستوعب صدمة الفراق، واصبحت لا رغبة لها بممارسة تفاصيل الحياة، تقضي ساعات عصيبة تتقاذفها عوامل الأحزان بين البيت الذي عاشت به مع والدها وبين المقبرة حيث تزور قبر والدها ،تعبر له عن الحنين ، مرت الأيام تتابع ومر الشهر والشهران. ومع دخول الشهر الرابع من رحيل والدها، وبيوم ماطر وسلمى على سجادة الصلاة تتلو آيات القران الكريم  وتحلق بأمانيها تطلب رحمة الله، وإذا بها تسمع قرع الجرس ، تحركت ببطء لترفع سماعة الجرس وصوت المدللة زهراء آخر العنقود : افتحي الباب ماما سلمى. فتحت سلمى الباب ودخلت زهراء ومعها الجميع (محمد، صالح، فضيلة، نرجس). تحركت عواصف مشاعر سلمي، تمنت أن تكون الزيارة من باب المواساة لوحدتها،  ولكن بعقلها يدور سؤال يتلو سؤال. وبعد التحيات جلس الجميع بهدوء غير معتاد وفتح محمد الأخ الأكبر الحوارقائلاً:  عزيزتي سلمى لقد